استراتيجيات التعامل مع الصدمة والأمل لذوي المفقودين

استراتيجيات التعامل مع الصدمة والأمل لذوي المفقودين

الاختفاء القسري

في ظل الحرب المستمرة على غزة، يواجه العديد من العائلات ألمًا مضاعفًا يتمثل في فقدان أحبائهم دون معرفة مصيرهم. هذا النوع من الفقد، الذي يترك الأهل في حالة من الانتظار المستمر بين الأمل والخوف، يخلق ضغطًا نفسيًا هائلًا قد يؤثر على صحتهم العاطفية والجسدية.

 

إن التعامل مع غياب شخص عزيز في ظروف النزاعات المسلحة يتطلب استراتيجيات خاصة للتكيف مع الصدمة، وإدارة المشاعر المتقلبة، والحفاظ على التماسك النفسي والاجتماعي. في هذا الدليل، نقدم مجموعة من الإرشادات النفسية الموجهة لذوي المفقودين، تساعدهم على مواجهة هذه المحنة بأساليب صحية تعزز الصمود، وتوفر بعض السبل للتعامل مع الفقد المستمر والغموض حول مصير أحبائهم.

 

أولًا: فهم طبيعة الصدمة النفسية

  1. توقع التقلبات العاطفية: من الطبيعي أن تمر العائلة بمشاعر متضاربة من القلق، الحزن، الأمل، الإحباط، والغضب.
  2. الصدمة النفسية استجابة طبيعية: الشعور بالإنكار، العجز، أو حتى الذهول في البداية هو جزء طبيعي من التفاعل مع الصدمة.

ثانيًا: التعامل مع الصدمة الفورية

  1. التنفس العميق والتأمل: يساعد على تهدئة الجهاز العصبي وتقليل التوتر.
  2. الحديث عن المشاعر: مشاركة القلق مع شخص موثوق أو متخصص نفسي يمكن أن يخفف الضغط.
  3. البقاء على تواصل: عدم العزلة، والبقاء وسط أفراد العائلة والمجتمع لدعم بعضهم البعض.
  4. الاعتناء بالاحتياجات الأساسية: الاهتمام بالأكل، النوم، والراحة قدر الإمكان.

ثالثًا: الدعم النفسي والاجتماعي

  1. طلب الدعم من مجموعات مساندة: مثل العائلات الأخرى التي فقدت أحباءها، فهذا يخلق إحساسًا بالتضامن.
  2. المشاركة في الأنشطة المجتمعية: مثل الفعاليات التذكارية، أو الحملات للمطالبة بحقوق المفقودين، يمكن أن يعطي شعورًا بالهدف.
  3. التحدث مع الأطفال وتطمينهم: يجب التعامل مع مشاعر الأطفال بصدق وطمأنتهم حسب فهمهم لغياب المفقود.

رابعًا: التعامل مع الفقد المستمر (الغموض حول مصير المفقود)

  1. إيجاد توازن بين الأمل والواقع: يمكن الحفاظ على الأمل، مع الاعتراف بالواقع والاستعداد لكل الاحتمالات.
  2. إيجاد طرق رمزية للتعامل مع الفقد: مثل الاحتفاظ بأشياء تذكر بالمفقود، أو الدعاء له، أو الكتابة عنه.
  3. تقليل التعرض للمحفزات الصادمة: مثل الأخبار المستمرة أو الصور المؤلمة التي قد تزيد من التوتر.

خامسًا: متى يجب طلب المساعدة المتخصصة؟

إذا ظهرت أي من الأعراض التالية لفترة طويلة، فمن الأفضل اللجوء إلى متخصص نفسي أو دعم اجتماعي:

  • نوبات هلع متكررة أو اكتئاب شديد.
  • فقدان القدرة على القيام بالأنشطة اليومية.
  • مشاعر دائمة من الذنب أو اللوم الذاتي.
  • أفكار انتحارية أو إيذاء النفس.

ختامًا:

التعامل مع فقدان الأحبة في ظروف الحرب أمر قاسٍ، لكن من المهم التمسك بالدعم الأسري والاجتماعي واللجوء إلى آليات التأقلم الصحية. أنتم لستم وحدكم في هذا، وهناك دائمًا أمل في تحقيق العدالة والحقيقة.