غزة/خاص
رغم أن الحرب وضعت أوزارها، إلا أن آثارها لا تزال تعصف بحياة العائلات التي فقدت أبناءها وسط الدمار والتشريد. من بين هذه المآسي، تبرز قصة أحمد العجرمي، الشاب الذي اختفى في 9 مارس 2024 أثناء رحلة النزوح، بعدما شوهد آخر مرة في منطقة الزوايدة. منذ ذلك اليوم، لم يعد إلى عائلته، تاركًا وراءه ألماً يزداد مع مرور الأيام.
رحلة نزوح تحولت إلى مأساة
مع تصاعد المعارك، اضطرت عائلة العجرمي إلى مغادرة منزلها في شمال غزة بحثًا عن الأمان في الجنوب، وسط النزوح الجماعي. لكن في خضم الحشود المتدفقة والطرقات المكتظة، انفصل أحمد عن عائلته، ولم يتمكن أحد من العثور عليه بعد ذلك. كان الأمل أن يكون في أحد مراكز الإيواء أو المستشفيات، لكن البحث عنه في كل مكان لم يسفر عن شيء.
“بحثنا عنه في كل زاوية”
يستعيد حاتم العجرمي، شقيق أحمد، لحظات الألم التي تعيشها الأسرة قائلًا: “كنا نظن أن أهوال الحرب هي أقسى ما يمكن أن نواجهه، لكن أن نفقد أحمد دون أثر، أن نعيش هذا الفراغ القاتل، هو العذاب بعينه. بحثنا في كل مكان؛ في المستشفيات، في الملاجئ، بين النازحين، لكن دون جدوى. الألم يزداد مع كل يوم يمر دون أي خبر عنه.”
أمل يتحدى الغياب
على الرغم من انتهاء الحرب، لا تزال معاناة العائلات التي فقدت أبناءها قائمة، إذ فُقد العشرات من الأطفال أثناء النزوح ولم يتم العثور عليهم حتى الآن. في ظل هذه الظروف الصعبة، تناشد عائلة العجرمي كل من يمتلك أي معلومة عن أحمد أن يساعدها، فحتى أصغر التفاصيل قد تحمل مفتاح الفرج الذي طال انتظاره.
أطفال غزة.. ضحايا النزوح والنسيان
قصة أحمد ليست سوى واحدة من مئات القصص التي خلفتها الحرب، حيث فقد كثير من الأطفال عائلاتهم وسط الدمار والتشريد. انهيار البنية التحتية، وصعوبة التنقل، والفوضى التي خلفها النزوح جعلت لمّ شمل الأسر مهمة بالغة التعقيد. ومع كل يوم يمضي، تتزايد المخاوف من أن يضيع أثر المفقودين وسط تعاقب الأزمات.
لكن رغم الألم والمجهول، تتمسك عائلة العجرمي ببصيص أمل. لا تزال تنتظر، لا تزال تؤمن أن أحمد في مكان ما، ينتظر اللحظة التي يعود فيها إلى أحضان عائلته. وفي ظل هذا الانتظار، تبقى هذه المناشدة صرخة أخيرة، قد تفتح باب الرجاء، وتعيد إلى قلب العائلة النور الذي أطفأه الفقدان.