غزة – خاص
في ظل الحرب والمعاناة المستمرة، يعيش أهالي قطاع غزة قصصًا من الألم والفقد، من بينها قصة أحمد يوسف عبد الرحمن أبو طعيمة، الشاب البالغ من العمر 28 عامًا، الذي فُقد أثره منذ 24 ديسمبر 2023، ولم يعد منذ ذلك الحين، تاركًا وراءه زوجة وأطفالًا ينتظرونه بلا أمل واضح.
نزوح إلى مستشفى ناصر.. ثم اختفاء غامض
كان أحمد نازحًا مع زوجته وأطفاله في مستشفى ناصر بخانيونس، بعد أن أجبرهم القصف والمعارك على مغادرة منزلهم بحثًا عن الأمان.
وفي عصر يوم 24 ديسمبر، غادر المستشفى برفقة شابين آخرين متجهين إلى وسط البلد في خانيونس، لكنهم لم يعودوا أبدًا. في ذلك الوقت، كانت قوات الاحتلال الإسرائيلي متمركزة في المنطقة القريبة، ما أثار مخاوف كبيرة حول مصيرهم، خاصة بعد انقطاع أخبارهم تمامًا.
“راح البيت.. وراح أحمد”
تصف شقيقته سهيلا هذا الغياب بكلمات مؤلمة: “راح البيت.. وراح أحمد.. ربنا يطمن قلوبنا عليه، يارب المستضعفين. الألم لا يوصف، زوجته وأطفاله يعيشون في فراغ قاتل، كل شيء تغير بغيابه”.
أمه المريضة تعاني بشكل كبير، فقدت نصف وزنها بسبب القلق والتفكير المستمر فيه، لا تمر ليلة دون دموع، ولا يمر يوم دون أمل معلّق بعودة ابنها الغائب.
بحث بلا إجابات
العائلة لم تدّخر جهدًا في البحث عنه، فقد تواصلت مع مؤسسات الأسرى أملاً في الحصول على أي معلومات عنه وعن الشابين اللذين كانا برفقته، لكن دون جدوى، فالمجهول يحيط بالموقف، ولا توجد أي إجابة واضحة عن مصيرهم.
“الم الفقد موجع ومتعب”
تقول سهيلا: “لا يمكن وصف ألم الفقد.. الغياب ثقيل جدًا، وزوجته وأطفاله يعانون في كل لحظة، كل شيء تغير في حياتهم، لا فرح، لا استقرار، فقط انتظار وألم”.
في ظل هذا الوضع، تناشد العائلة كل الجهات المعنية لمساعدتها في معرفة أي معلومة قد تقود إلى مصير أحمد والشابين الآخرين، فقد أصبح الانتظار عذابًا لا يطاق، وأصبح كل يوم يمر دون خبر بمثابة نزيف مستمر للقلب والروح.
“يا رب طمّنا عليه”
في كل بيت من بيوت العائلة، هناك دعاء لا ينقطع: “اللهم رده إلينا سالمًا معافى.. اللهم اربط على قلوبنا.. اللهم لا تفجعنا فيه”.
أحمد لم يكن مجرد اسم في عائلته، بل كان السند، الأب، الابن، الأخ، والزوج. ورغم مرور الشهور، لم تفقد عائلته الأمل، فما زالوا ينتظرون اللحظة التي يعود فيها، أو على الأقل، يسمعون عنه خبرًا يبدد هذا الظلام القاتل.