غزة – 2025
يستمر المركز الفلسطيني للمفقودين والمختفين قسرا في توثيق حالات الفقدان التي تتزايد في ظل الظروف الإنسانية والأمنية الصعبة التي يعيشها سكان قطاع غزة. ومن بين هذه الحالات، تبرز حالة المواطن شادي أحمد المنسي الذي فُقدت آثاره منذ الرابع من أغسطس 2025 وسط معطيات تشير إلى احتمال تعرضه للاعتقال من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
تفاصيل الرحلة الأخيرة
وفقا لإفادة عائلة الشاب شادي للمركز الفلسطيني للمفقودين والمخفيين قسرا، فقد غادر منزله في مدينة دير البلح بتاريخ 3 أغسطس 2025 عند الساعة الثانية ظهرا، متجها إلى مدينة رفح بهدف الوصول إلى منطقة انتظار شاحنات المساعدات الإنسانية قرب معبر “ميراج”. وذكرت العائلة أن التواصل معه كان متقطعا خلال الطريق بسبب ضعف الشبكة وتصنيف المنطقة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي كـ “منطقة حمراء”. أبلغ شادي عائلته أنه سيقضي ليلته في الشارع بجوار منطقة انتظار المساعدات، إلا أنّ الاتصال انقطع معه تماما صباح اليوم التالي.
محاولات البحث
والد الشاب أحمد المنسي، توجه بنفسه إلى رفح بحثا عن ابنه. شملت عملية البحث المستشفيات، مراكز الإيواء، والأماكن المحيطة بنقاط المساعدات.
ورغم الجهود المكثفة، لم يُعثر له على أي أثر؛ فلم يكن ضمن قوائم المصابين أو الشهداء أو المبلغ عنهم، ما عزز احتمال تعرضه للاعتقال من قبل القوات الإسرائيلية.
شاهد يؤكد رؤيته داخل سجن
في أكتوبر 2025، أبلغ أسير محرر عائلة شادي أنه شاهد شادي داخل سجن النقب الإسرائيلي، ما منح العائلة بصيص أمل حول كونه على قيد الحياة لكن في ظروف اعتقال مجهولة مع استمرار إنكار الاحتلال وجوده في السجون أو مراكز الاعتقال.
تحرك منظمات حقوق الإنسان
اتخذت عائلة شادي سلسلة من الخطوات الرسمية في محاولة للكشف عن مصيره؛ إذ تواصلت مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي أوضحت أن هناك مراكز احتجاز لا يُسمح لها بالوصول إليها، ثم تواصلت بعد ثلاثة أسابيع مع منظمة “هاموكيد” الإسرائيلية التي أفادت بعدم وجود اسم شادي في قوائم المعتقلين المتاحة لديها. وفي ظل غياب أي معلومة مؤكدة، قدمت العائلة ملفا كاملاً عبر المركز الفلسطيني للمفقودين والمختفين قسرا ليتم رفعه رسميا إلى فريق الأمم المتحدة المعني بحالات الاختفاء القسري، على أمل أن يسهم ذلك في الوصول إلى أي خيط يدل على مكان احتجازه.
حتى اللحظة، لم تتلق العائلة أي رد رسمي حول مصير ابنها، في ظل مخاوف من تعرضه للاخفاء القسري، وهو نمط يتكرر في عدة حالات من مناطق تواجد الجيش الإسرائيلي في القطاع. عائلة شادي تعيش منذ أكثر من أربعة أشهر بمعاناة يختلط فيها القلق بالرجاء، بينما تترقب أي معلومة قد تكشف مصير ابنها. وتؤكد العائلة أن غياب شادي ترك فراغا لا يُحتمل فانتظار خبر عن مصيره أصبح أثقل من كل الاحتمالات، إذ لا شيء يعادل ألم أن يجهل الإنسان مصير من يحب.





