عبر المركز الفلسطيني للمفقودين والمخفيين قسرًا عن قلقه البالغ للارتفاع المتسارع في أعداد المفقودين تحت الأنقاض، جراء العدوان الإسرائيلي المتصاعد على قطاع غزة، مع غياب أي تحرك دولي جاد لإنهاء هذه المأساة.
وقال المركز في بيان له، إن المعطيات الميدانية التي توفرت لديها، تشير إلى وجود ما لا يقل عن 350 مفقودا تحت الركام خلال الأسبوعين الماضيين فقط، جراء عشرات الغارات الإسرائيلية التي استهدفت منازل خاصة شمال غزة وشرقي مدينة غزة.
وأكد المركز أن أحدث حالات فقدان مواطنين تحت الركام، سجلت يوم الاثنين 14 يوليو 2025، عندما فقد نحو 20 مواطنا تحت الأنقاض في منطقة الزرقاء شمال غزة، تحديدًا من عائلة عرفات، حيث استهدفت الطائرات الإسرائيلية منزلا من 5 طوابق ولم تستطع الطواقم المتخصصة الوصول للمكان لانتشالهم العديد من المواطنين.
كما فقد الاتصال منذ يوم الاثنين الماضي بعشرات الأشخاص من عائلات عبده ومسلم، الذين كانوا داخل منازلهم لحظة القصف، ويُقدر عددهم بنحو 30 فردًا.
وعزا المركز التصاعد الخطير بأعداد المفقودين إلى غياب المعدات والآليات الثقيلة اللازمة لرفع الأنقاض، إلى جانب عدم توفر الوقود؛ الأمر الذي تسبب في توقف عمل مركبات فرق الإنقاذ، في ظل استمرار إغلاق المعابر ومنع إدخال الوقود.
وأشار المركز إلى أن جيش الاحتلال يواصل منع فرق الإنقاذ من الوصول إلى المناطق المستهدفة، خصوصًا في شرق مدينة غزة، ما يضاعف من حجم الكارثة الإنسانية ويقلل من فرص العثور على ناجين.
ودعا المركز الجهات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى التحرك الفوري للضغط على الاحتلال للسماح بدخول معدات الإنقاذ والوقود إلى غزة، وتمكين فرق الإنقاذ من الوصول الآمن إلى المواقع المستهدفة.
كما طالب بفتح تحقيق دولي في تعمد دولة الاحتلال عرقلة عمليات البحث والإنقاذ.
كما يدد المركز دعوته إلى توثيق هذه الجرائم كجزء من الانتهاكات الممنهجة التي ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية، ويدعو وسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية إلى إبقاء هذه القضية في صدارة الاهتمام.