نتابع في المركز الفلسطيني للمفقودين والمخفيين قسرًا بقلق بالغ التطورات الميدانية في قطاع غزة، وقد تلقّينا خلال الأيام الأخيرة مزيدًا من البلاغات حول فقدان مواطنين في ظروف خطرة ومعقدة، نتيجة العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ ما يقارب 22 شهرًا.
نؤكد أن الحالات الجديدة التي وردتنا تتركز في مناطق شمال وجنوب القطاع، خاصةً في المناطق التي تشهد محاولات يائسة للحصول على المساعدات الغذائية، وكذلك في أماكن التوغلات العسكرية المتكررة لقوات الاحتلال، حيث يتوجه المواطنون لتفقّد منازلهم ولا يعودون.
تلقينا بلاغات مؤكدة عن فقدان ثلاثة مواطنين دخلوا منطقتي تل الزعتر ومشروع بيت لاهيا خلال اليومين الماضيين، ولم يُعرف مصيرهم حتى اللحظة.
كما تلقينا بلاغات مماثلة عن مفقودين في جنوب دير البلح، التي شهدت منذ أمس توغلًا مفاجئًا وخطيرًا لقوات الاحتلال، ما أدى إلى فقدان الاتصال بعدد من المواطنين هناك.
وفي منطقة زيكيم، وصلت إلينا بلاغات عن مفقودين، تبيّن لاحقًا أن بعضهم عاد، بينما ثبت استشهاد آخرين وتعذّر انتشال جثامينهم بسبب الأوضاع الميدانية المعقدة.
نلفت إلى أن عدد المفقودين في محيط نقاط توزيع المساعدات ارتفع إلى 49 شخصًا منذ 27 مايو الماضي، وما زال مصيرهم مجهولًا حتى الآن، في ظل انقطاع التواصل الكامل معهم.
ونُعرب عن قلقنا الشديد على مصير الدكتور مروان الهمص، مدير مستشفى أبو يوسف النجار والمكلّف بإدارة ملف المستشفيات الميدانية، والمتحدث باسم وزارة الصحة، والذي تم اختطافه من قبل قوة مسلحة غير معروفة بعد إصابته خلال مقابلة صحفية، حيث استُشهد صحفي وأصيب آخرون، قبل أن يتم اقتياده إلى منطقة خاضعة لسيطرة قوات الاحتلال في رفح. ولم يصدر أي إعلان رسمي من الاحتلال بشأن اعتقاله أو احتجازه، ما يشكل سابقة خطيرة للغاية.
نحمّل قوات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حياة وسلامة الدكتور الهمص، ونطالب بالكشف الفوري عن مصيره وإطلاق سراحه دون قيد أو شرط.
كما نحمّل المجتمع الدولي، والهيئات الإنسانية، والمنظمات ذات العلاقة، المسؤولية القانونية والأخلاقية تجاه ملف المفقودين وذويهم، وندعو إلى تحرك عاجل لفتح ممرات آمنة لعمليات البحث والإنقاذ، وانتشال الجثامين، وتقديم الدعم العاجل للأسر التي تعيش حالة قاسية من القلق واليأس.
نجدد دعوتنا لكافة الجهات الدولية إلى وضع قضية المفقودين في غزة على رأس الأولويات الإنسانية العاجلة، والتحرك بما يضمن إنقاذ الأرواح وكشف المصير.