سهيل المصري.. فقدان ترك فراغا في البيت والقلوب

غزة – خاص في صباح يوم السبت، الموافق 7 أكتوبر 2023، فُقد الاتصال بسهيل موسى رمضان المصري، البالغ من العمر 56 عامًا، أثناء مغادرته مكان عمله في الداخل المحتل متجهًا إلى مقر إقامته.

منذ تلك اللحظة، انقطعت أخباره، تاركًا وراءه أسرة تعيش في قلق ووجع، منتظرين أي خبر يطمئن قلوبهم ويعيد لهم الأمل الذي فقدوه منذ غيابه.

كان سهيل المصري رجلاً معروفًا بطيبة قلبه وحبه للحياة، فقد كان تاجراً ناجحًا، لكنه لم يكن مجرد رجل أعمال، بل كان عاشقًا للزراعة، مهتمًا بالأشجار، يراها رمزًا للعطاء والاستمرارية.

كان محبوبًا بين الناس، اجتماعيًا، لا يفوّت مناسبة، مشاركًا الجميع في أفراحهم وأحزانهم، فلم يكن مجرد فرد في مجتمعه، بل كان ركيزة أساسية فيه، وفق حديث زوج ابنته محمد المصري للمركز الفلسطيني للمفقودين والمخفيين قسراً.

رجل الأسرة والبيت المليء بالحياة

لم يكن سهيل مجرد أب وجد، بل كان روح العائلة، وبدونه يشعر أفراد أسرته بأن الحياة فقدت معناها. كان البيت ينبض بالحياة بوجوده، فهو الذي كان يجمع العائلة في لقاءات دافئة، يحب الاجتماعات العائلية والشبابية، يملأ المكان بنشاطه ومرحه، وكان دائم النصح لأبنائه وأحفاده، يوجههم في مسارات الحياة، يزرع فيهم القيم والمبادئ التي تجعل منهم أفرادًا صالحين في مجتمعهم.

وعن هذا الفقدان المؤلم، يقول محمد المصري، زوج ابنته: “البيت بدونه كأنه لا يوجد حياة، نفقده في أصغر التفاصيل، وفي كل دقيقة. ومع دخول الشهر الفضيل، نشعر بغيابه أكثر، فقد كان يحب أجواء رمضان وكان دائمًا يردد: ‘جاء شهر الخير’. نفتقده في جلساتنا، في كلماته ونصائحه، في وجوده الذي كان يمنحنا القوة والعزيمة. الشعور لا يمكن وصفه، والكلمات تعجز عن التعبير عن هذا الفقد. لقد فقدنا الحياة، فقدنا العطاء، فقدنا السند، وفقدنا القوة التي كان يلهمنا بها. بيت أبي كان بيت العز والكرم والمرح والعطاء، وغيابه ترك فراغًا لا يمكن ملؤه. نسأل الله العلي العظيم أن يأتينا خبر جميل عنه يعيد لنا الحياة التي افتقدناها.”

إن الحديث عن الشعور بالفقد ليس بالأمر السهل، فالألم الذي يعيشه أفراد الأسرة لا يمكن قياسه، لكن الأمل لا يزال معلقًا في انتظار خبرٍ يعيد لهم الحياة التي افتقدوها. نسأل الله أن يعيده إليهم سالمًا، ليعود البيت كما كان، عامرًا بالعز والدفء والفرح.