عبدالرحمن جربوع.. لغز الاختفاء وسط أهوال الحرب

غزة- خاص

وسط الدمار والمعاناة التي تجتاح قطاع غزة، تتكرر مآسي المفقودين، ويبقى مصير الكثيرين مجهولًا.

من بين هذه القصص الموجعة، تبرز مأساة الشاب عبدالرحمن محمود جربوع، البالغ من العمر 28 عامًا، والذي اختفى يوم 7 أكتوبر 2023 دون أن تترك خلفه أي خيط يدل على مكانه أو مصيره.

اختفاء في لحظة خاطفة

لم يكن عبدالرحمن مقاتلًا، ولم يكن جزءًا من أي عملية إجلاء، كان مجرد شاب خرج من منزله بدافع الفضول، بعد أن سمع دوي القصف واشتداد الاشتباكات في المنطقة، لم يكن يعلم أن تلك الخطوة ستكون الأخيرة، وأنه لن يعود أبدًا إلى أحضان عائلته.

تقول خالته فاطمة معمر بحزن وألم: “لم يكن في السدة ولا في الهده، خرج فقط ليرى ما يحدث، لكنه لم يعد منذ ذلك اليوم.”

عائلة في مهب المعاناة

غياب عبدالرحمن ترك وراءه فراغًا ثقيلًا وألمًا لا يوصف، زوجته، التي كانت تعيش معه حياة بسيطة، وجدت نفسها وحيدة في خيمة، بلا معيل، تصارع الظروف القاسية من أجل البقاء. طفلها الصغير، الذي كان لم يتجاوز الأربعين يومًا حين فُقد والده، يكبر اليوم دون أن يعرف ملامح أبيه، بينما شقيقه الآخر يطرح الأسئلة التي لا تجد لها إجابة.

أما والده، فهو رجل مسن يعاني من مشاكل قلبية خطيرة، وقد خضع لجراحة قلب مفتوح، فيما والدته رحلت عن الحياة، لتتركه يواجه مأساة فقدان ابنه وحيدًا.

بحث يائس عن إجابة

رغم مرور الشهور، لم تتمكن العائلة من الحصول على أي معلومة عن مصير عبدالرحمن، حتى الصليب الأحمر الدولي لم يقدم لهم إجابة واضحة، فلا أحد يعلم إن كان معتقلًا، مفقودًا، أم أنه وقع ضحية للقصف.

“لا نريد حتى التفكير في الأسوأ، لكن الغموض يقتلنا ببطء”، تقول خالته، وهي تحاول التمسك بأي بصيص أمل.

نداء استغاثة

توجه عائلة جربوع نداءً عاجلًا إلى المنظمات الحقوقية والإنسانية للتحرك والبحث عن عبدالرحمن، في ظل تصاعد أعداد المفقودين في غزة.

“لا نريد سوى إجابة، أي دليل يبدد هذا الغموض القاتل. نريد أن نعرف: أين عبدالرحمن؟”

قصة عبدالرحمن ليست فريدة، لكنها تجسد الألم الذي تعيشه آلاف العائلات الفلسطينية التي تبحث عن أحبائها وسط أتون الحرب. ورغم قسوة الواقع، لا تزال العائلة متمسكة بالأمل في أن يأتي يوم يكشف الحقيقة، ويضع حدًا لهذه المعاناة الطويلة.