مفقود في ظلال الحرب: محمود حسان كوارع… مصير مجهول ينهك عائلته

خان يونس - خاص

في ظل الأحداث العصيبة التي شهدها قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، اختفى محمود حسان كوارع، الشاب الطموح الذي كان يحمل أحلامًا كبيرة لمستقبله، لكنه وجد نفسه في قلب العاصفة، واختفى منذ ذلك اليوم دون أي أثر يحدد مصيره.

دافع الحمية والمصير المجهول

كان محمود، ابن مدينة خان يونس، شابًا حيويًا يؤمن بأن عليه دورًا في مجتمعه، ويحلم أن يحقق طموحه.

تقول عائلته إنه دخل منطقة شرق خان يونس يوم هجوم السابع من أكتوبر، مدفوعًا بالحمية والفضول، لكنه لم يعد منذ ذلك الحين.

منذ ذلك اليوم، وأسرته تعيش في دوامة من القلق والخوف، تبحث عنه في كل مكان، تسأل عنه بين الناجين، تراجع المستشفيات، وحتى المقابر، ولكن لا أثر له.

يقول شقيقه عيسى كوارع، الذي لا يكاد يلتقط أنفاسه من كثرة البحث والتساؤل: “نعيش في كرب لا يعلمه إلا الله، نموت في اليوم ألف مرة، لا نعرف إن كان محمود شهيدًا، مفقودًا، أو أسيرًا. تعبنا من البحث والسؤال، ولا إجابة تريح قلوبنا”.

أحلام لم تكتمل

لم يكن محمود مجرد اسم يضاف إلى قائمة المفقودين، بل كان شابًا مفعمًا بالحياة، يسعى لتحقيق طموحاته رغم الظروف الصعبة التي يعانيها أبناء غزة. كان يحلم بإكمال دراسته، ببناء مستقبله، بتحقيق أحلامه الصغيرة التي تبدو للبعض بديهية لكنها في غزة تُعدّ إنجازات عظيمة. وفق حديث شقيقه للمركز الفلسطيني للمفقودين والمخفيين قسراً.

لكن الحرب لا تترك مجالًا للأحلام، بل تسرق الأماني، وتترك العائلات في انتظار لا نهاية له، انتظار مكلف نفسيًا وعاطفيًا، يسرق النوم من العيون، ويزيد الألم يومًا بعد يوم.

أين محمود؟

تطالب عائلة كوارع الجهات المعنية وكل من يملك معلومة عن مصير ابنها، بالإفصاح عن أي خبر قد يدلهم على مكانه.

تقول والدته بقلب يعتصره الألم: “لا أطلب إلا معلومة، أريد أن أعرف، حتى لو كان قد استشهد، فالمعرفة أهون من هذا العذاب”.

في غزة، ليس محمود كوارع وحده من فقد، بل هناك المئات من العائلات التي تعيش المصير ذاته، تنتظر خبراً، صورة، أو حتى دليلًا واحدًا يدل على أن أبناءها كانوا هنا، ذات يوم. فهل ستنتهي معاناة عائلة كوارع قريبًا؟ أم أن الانتظار سيبقى سيد الموقف في ظل غياب أي معلومات عن مصير محمود؟