غزة – خاص
من داخل مستشفى الشفاء، وفي لحظة رعب وصراخ، اختفى الشاب محسن خليل عيسى صبح فجرًا، ولم يُعرف مصيره حتى اليوم… والعائلة لا تزال تبحث، تنادي، وتنتظر.
في نهاية شهر مارس 2024، وفي تمام الساعة 2:30 فجرًا، اقتحمت قوات الاحتلال مستشفى الشفاء بمدينة غزة، وانتشرت بين أروقته بقوة السلاح.
وبينما كان الجميع يحاول الاحتماء أو الفرار، اختفى الشاب محسن خليل عيسى صبح (27 عامًا) ولم يُر بعدها.
بنت عمه تتحدث: “محسن راح من بين إيدينا وما في حد ساعدنا”
إسلام صبح، ابنة عمه، تتحدث بألم واضح:
“محسن كان في المستشفى وقت الاقتحام، وبثواني كل شيء اتقلب… الجنود دخلوا وفرقوا الناس وبهدلونا، وبعدها ما عدنا شفناه.
“حاولنا نوصل لأي جهة تساعدنا، بس الكل بيحكي ما في معلومات، ولا حدا فادنا”، وفق إسلام.
وتكمل بنبرة مليئة بالوجع: “هو مش مجرم، مش مسلح، شاب بسيط وخلوق، وأهله قلبهم محروق عليه، أمه من يومها ما نامت نومه مرتاحة، وأبوه كل يوم بيحكي اسمه وبعيط”.
من هو محسن؟
محسن، شاب أعزب من بئر النعجة، معروف بين أهله وأصدقائه بهدوئه وطيبة قلبه، يعمل موظفاً حكوميا. لم يكن منتميا لأي جهة، ولم يشارك في أي أعمال مسلحة، وجوده في المستشفى وقت الاقتحام كان صدفة قاسية، حولت حياة عائلته إلى مأساة مستمرة.
عائلة تبحث في الظلام
منذ ذلك اليوم، لم تترك العائلة بابًا إلا وطرقته؛ تواصلوا مع الصليب الأحمر، مؤسسات حقوق الإنسان، جهات رسمية وغير رسمية، لكن لا إجابة، ولا حتى معلومة واحدة تطمئن قلب أمه.
“بدنا نعرف وينه.. حي؟ معتقل؟ شهيد؟”
إسلام تنهي كلامها بنداء إنساني مؤلم:
“إحنا مش طالبين إلا نعرف وينه. إذا معتقل خلونا نعرف، إذا استشهد ندفنه بكرامة، وإذا لسه عايش بدنا نرجعه لأمه. ما بقى عنا طاقة للانتظار بصمت”.