غزة – خاص
وسط أتون الحرب المستمرة في قطاع غزة، ووسط الانقطاعات الأمنية والمعيشية القاسية، فُقد صباح اليوم الجمعة، الموافق 18 أبريل 2025، الاتصال بالشاب أحمد صالح الصادي، البالغ من العمر 23 عامًا، بعد خروجه من منزله الكائن في مخيم البريج متجهًا إلى مخيم النصيرات.
توقيت الحادثة يزيد من القلق والمعاناة، إذ تأتي في ظل ظروف استثنائية تمر بها غزة منذ أسابيع بفعل تصعيد عسكري خطير، ألقى بآثاره الثقيلة على حياة السكان، وقيّد الحركة والاتصالات في عدد من المناطق.
بحسب شهادة العائلة، فقد غادر أحمد منزله في الساعة السابعة والنصف صباحًا، بهدف قضاء حاجة شخصية في منطقة النصيرات، إلا أن الاتصال به انقطع حوالي الساعة الثامنة صباحًا، ومنذ ذلك الحين لم ترد أي أخبار بشأنه.
وما يزيد من توتر العائلة أن الطرق بين البريج والنصيرات تشهد في بعض الأوقات توتراً أمنياً وتنقلًا محدودًا بسبب القصف أو الحواجز الطارئة.
قلق ينهش قلوب العائلة
عائلة الصادي تعيش لحظات قاسية وسط الحرب، لا تملك فيها إلا الدعاء والتحرك ضمن إمكاناتها المحدودة.
تقول والدة أحمد: “نحن نعيش أصعب لحظات حياتنا، الحرب سرقت منا الأمان، والآن لا نعرف أين ابننا.. لا شيء أصعب من فقدان الأمل في ظل هذه الظروف”.
تم التواصل مع المستشفيات والنقاط الطبية في المنطقة، كما أُبلغت الجهات المختصة، لكن حتى لحظة كتابة هذا التقرير، لا تزال أخبار أحمد مجهولة.
من هو أحمد؟
أحمد شاب محبوب في مجتمعه، معروف بهدوئه وأخلاقه الطيبة، لم يُسجل عليه أي سلوك غير معتاد أو ظروف نفسية خاصة. في ظل الحرب، كان يحاول أن يحافظ على توازنه النفسي ويدعم عائلته معنويًا. خروجه من المنزل لم يكن أمرًا استثنائيًا، لكن اختفاؤه في هذه الأجواء غير المستقرة بات يشكل فاجعة.
الشارع يتفاعل.. والمخيم يتحرك
مشاعر التضامن مع العائلة امتدت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث نشر العشرات من النشطاء والصفحات المحلية تفاصيل الحادثة، داعين إلى مساعدات عاجلة في البحث. كما قام عدد من شباب المخيم بحملات ميدانية صغيرة رغم المخاطر الأمنية، سعيًا للعثور على أي أثر له.
دعوة مفتوحة للضمير والإنسانية
في ختام مناشدتها، أطلقت العائلة نداءً مؤلمًا:
“لا نريد سوى أن نطمئن على أحمد، أن يعود إلى البيت، أن نراه بيننا سالمًا. نرجو من أي جهة، أي شخص، أي مؤسسة، أن تساهم بما يمكن. لقد أخذت الحرب الكثير، ولا نحتمل أن تأخذ منا ابننا أيضًا”.