غزة – خاص
منذ اليوم الأول لحرب الإبادة الجماعية، فقدت المواطنة عبير البيرم أي تواصل مع شقيقتها الكبرى نهلة، التي تكبرها بعامين. ومنذ ذلك الوقت، تسيطر عليها مشاعر القلق والخيالات المقلقة حول مصير شقيقتها المفقودة.
تشعر البيرم بقلق مضاعف أيضًا على شقيقتها الأخرى، سميا، التي تعاني من أمراض عديدة وليس لديها أبناء.
وفي حديثها لمراسلنا، أوضحت أن نهلة كانت تقيم في منطقة السودانية شمال غرب مدينة غزة، حيث تعيش مع زوجها المنتمي إلى عائلة غراب. ورغم تحذيرات جيش الاحتلال وإجباره للسكان على مغادرة منازلهم، رفضت نهلة في البداية مغادرة منزلها. ولكن مع تصاعد القصف بشكل عنيف، اضطرت في النهاية إلى النزوح، حيث دفعت زوجها المقعد على كرسيه المتحرك باتجاه مشفى الشفاء الطبي، بحثًا عن الأمان.
لاحقًا، وعند اقتحام قوات الاحتلال المستشفى لأول مرة، اضطرت نهلة لمغادرته برفقة زوجها، لتجد مأوى جديدًا أكثر أمنًا. إلا أن الأخبار تواترت عن وفاة زوجها الذي كان يعاني من مشكلات صحية متعددة.
تؤكد عبير أن هذا كل ما تعرفه عن مصير شقيقتها، مشيرة إلى أنها حاولت التواصل معها عبر الجيران، لكن دون جدوى، خاصة في ظل انقطاع الاتصالات حينها. كما لجأت إلى مؤسسات حقوقية بحثًا عنها في سجون الاحتلال، لكنها تلقت تأكيدات بعدم وجود اسمها ضمن المعتقلين، وفقًا لما يدّعيه الاحتلال.
وفي ظل استمرار الغموض حول مصيرها، تناشد عبير كافة الجهات المختصة للتدخل العاجل من أجل الكشف عن مكان شقيقتها نهلة، مؤكدة أنها امرأة “مسكينة” ولا تستحق هذا المصير المجهول.
أما في العاصمة الأردنية عمّان، فتتابع شقيقتها أمل القضية بقلق بالغ، إذ أكدت لمراسلنا أنها تواصلت مع مختلف المؤسسات المعنية وأطلقت مناشدات عبر وسائل الإعلام، على أمل الحصول على أي معلومات تقود إلى شقيقتها المفقودة.
تقول أمل إنها تعيش في حالة قلق دائم ولا تستطيع النوم، خاصة مع تفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة، حيث يواجه السكان الجوع والمرض بسبب الحصار الخانق.
وتختم بقولها: “نحن وأخواتها نريد فقط معرفة مصيرها، فالغموض والانتظار أصعب ما يمكن أن يواجهه الإنسان”.