غزة ـ خاص
في صباح يوم السبت، السابع من أكتوبر2023، فقدت عائلة أبو دقة ابنها محمد شريف إسماعيل أبو دقة، الشاب الصامت الذي لطالما تكلم قلبه حين عجز لسانه.
محمد، من مواليد 28 مارس 1997، يبلغ من العمر 28 عاماً، اختفى على الحدود في ظروف غامضة، تاركاً خلفه عائلة تحترق قلوبها على مصيره المجهول.
شاب لا يتكلم… لكنه كان يُسمع باحترامه
محمد كان من ذوي الإعاقة السمعية والنطق، لكنه لم يكن بحاجة للكلمات كي يُعبّر عن طيبته، كل من عرفه، أحبه، شاب هادئ، يعمل بجد في مجال الأثاث، لا يؤذي أحداً، يعيش حياة بسيطة مليئة بالمحبة والرضا.
عرف عنه احترامه للناس، وخجله الذي كان علامة على تربيته الصالحة.
علاقة قوية مع أهله وابن عم مفقود أيضاً
علاقة محمد بأهله كانت أكثر من مجرد علاقة ابن بأب وأم؛ كانت علاقة قلبين يخفقان مع كل نفس يأخذه. هو أيضاً ابن عم لشاب آخر من ذوي الإعاقة السمعية، فُقد معه في ذات اليوم، وكأن صمتهما قد تلاشى في ذات اللحظة، وفق حديث ابنه عمه فاطمة لمراسلنا.
علامة لا تُنسى… وذكرى لا تُطفأ
على كتفه الأيمن، تَرك الحريق في يوم ما أثره، وكأن الحياة شاءت أن تترك على جسده علامة ليتعرف عليه بها من لا يعرفه.
أما قلب أمه وأبيه، فلا علامة تُضمد الألم، ولا خبر يُسكت الحزن، قلوبهم محروقة، لا تنام، تنتظر خبراً، نظرة، أي إشارة تطفئ النار المشتعلة منذ ذلك اليوم المشؤوم.
أعزب… لكنه مرتبط بكل من عرفه
محمد لم يتزوج، لكن قلبه كان مليئاً بالحب، والناس كانت ترتبط به دون حاجة لكلمة واحدة، لم يكن بحاجة لصوت، فملامحه وتصرّفاته كانت تكفي لتحكي ألف حكاية عن شهامة وخلق نادر.
صرخة من قلب أم وأب: “وينك يا محمد؟”
لا تمر لحظة إلا ويصرخ قلب أمه وأبيه باسم محمد، ينتظرون أن يرن الهاتف، أن يُفتح باب، أن يظهر طيف… لكنه الغياب. غياب لا يُحتمل، وصمت لا يُطاق.
نداء إنساني
نطالب كل الجهات المختصة والضمائر الحية بالتحرك الفوري للكشف عن مصير محمد وشبيهه في الألم والاختفاء، ابن عمه. لا تتركوهم يُمحون من الذاكرة، لا تتركوا قلوباً محروقة دون إجابة.